حينما يحب المرء شخصاً آخر، فمن المؤكد أن أهم الدوافع التي جعلته يحب، أن الطرف الآخر فيه من الطباع المحببة للطرف الأول، لذلك نتج عن العلاقة حب ما، إذاً، نحن نحب راحتنا في ذاك الشخص، وتخيلوا العكس؟
والناس، عادة، يحبون الوقوف على المناظر الخلابة والمياه الرقراقة والجبال المكسوة بالثلج والأزهار اليانعة، لأن كل هذا يحبه الإنسان.
إذاً، فنحن لا نحب المنظر، إنما نحب راحتنا فيه، إذا، مرة ثالثة، نحن نحب ذاتنا في الطرف الآخر، وأعتقد أن ذاك الأمر فيه الشيء الكثير من الأنانية.
لكن الشاعر العظيم محمد مهدي الجواهري، شاعر العراق الكبير، قال:
أنا أهواكي، لا أريد جزاءً .............. غير علمٍ بأنني أهواكي
قمة الروعة، أنا أهواكي، ولا يريد منها أن تحبه أو تعطيه من الحب جانب، فقط، يريدها أن تعرف أنه يحبها.
لذلك، من وخلال وجهة نظري الشخصية، أرى أن هذا البيت هو قمة الحب السامي النقي، الذي لا يُعبر عنه بلغة الجسد، إنما بلغة الصدق الإحساس الصادق.
أتمنى، كغير، أن يكون هذا الحب موجوداً اليوم، فنحن بحاجة إليه.